السبت، 13 يونيو 2020


يقول
في قراءة له لديوان :"أهازيج الغربة":
"شاعرة الأنوثة"
للشعر العربي الأصيل سحره المتغلغل في عمق الكيان العربي منذ الجاهلية إلى عصرنا الراهن وإلى الأبد ، هذا السحر لن تستطيع موجات التغريب زحزحته عن مكانته مهما بذلت من جهود ، ويرجع ذلك إلى النضوج الفني الذي بلغه الشعر العربي بوجود عمالقة خلفوا تراثا أدبيا فخما لم يستطع مطاولته اللاحقون، ومع امتداد الزمن يستمر التواصل بين المواهب الجديدة وتراثها الشعري الباذخ ، ومن ثم تعاد الحياة للشعر العربي بتلك المواهب الجديدة التي تشبعت بالأصالة الشعرية ، فمن بين ركام الانبهار بالغرب والهجمات الشرسة على عمود الشعر ظهرت أصوات شعرية تنتصف لعظمة الشعر العربي وتعيد ألقه بشعر يخلب الألباب ومن أبرز هذه الأصوات الشاعرة الكبيرة سميرة طويل ، وهي شاعرة مغربية تعيش في أوربا بجسدها وتحلق بروحها في بلاد العرب ، تعيش مع الخنساء وامرئ القيس والبردوني ، إنها شاعرة الأنوثة بكل ما تحمل الكلمة من دﻻﻻت لغوية ، لرقة شعرها وعذوبته وجمال معانيه ، لقد أعادت للشعر روحه وللمتلقي شغفه المفقود في عصر الحداثة .
تمتلك الشاعرة المغربية موهبة باذخة متدفقة بأعذب الأشعار ، صدر لها ثلاثة دواوين وهذا ديوانها الرابع " أهازيج الغربة" ،
الحديث عن ديوان "أهازيج الغربة " كالحديث عن المروج الخضراء والبساتين الغناء التي تتسلل من بينها الأنهار وتغرد فوقها العصافير ، إنه ديوان مفعم بالروح الرومانسية الجميلة ، عصرت فيه الشاعرة رقة إحساسها وجمال قلبها وبراءة روحها بعطر حروفها الساحرة في من حولها، معظم الديوان يحمل عتابات رقيقة مع الحبيب ، وفيه قصيدة في مديح النبي الكريم هي من أروع ما قيل في مديحه صلى الله عليه وسلم ، وقصيدة لأ بويها ، وقصائد متفرقة في الناس من حولها ، في كل ديوانها تجد أسلوبا متميزا في رشاقة الألفاظ وجمال الصور وسهولة المخرج ، تقول لحبيبها:
قل إنني من يستفز مشاعرك
وتخوض في رمل يمص معاذرك
قل إن عيني الجميلة أشعلت
فيك الفحولة واستحلت ناظرك
هيا اعترف إني سلبتك مهجة
ومﻷت بالحسن الرقيق محاجرك
قلها لأنثر في يديك مفاتني
وأريك ما يخفي الهوى وأجاهرك
قل إنني الآن الجهات جميعها
فتحت ذراعيها لتحضن طائرك
واكتمال أدواتها ونضوج موهبتها واتصافها بحس مرهف ولغة عذبة جعلت من شعرها سهل المخرج ، موقع الألفاظ ، ناصع البيان فضلا عن غزارة معانية وجدتها ، لكل ذلك أجد الحديث عن جمال شعرها يحتاج وقفات متأنية ودراسات متعمقة ربما ﻻ يسمح الوقت هنا بإيراد تفاصيل ذلك الجمال الشعري الأخاذ ،
لذلك سأكتفي ببعض الإشارات إليه .
1- الأساس الذي ينبني عليه تحديد الشعر من عدمه جسد النص اللغوي ؛ فالموهبة الشعرية تعطي صاحبها التميز في حسن اختيار الألفاظ ورشاقة التعبير عن المعنى المراد ، ثم بالممارسة يزداد الشعر صفاء وأناقة ، هذا الأساس يتفاوت فيه الشعراء حسب قوة الملكة وضعفها ، وﻻشك أننا أمام شاعرة كبيرة في هذا المضمار؛ صقلت موهبتها بعناية فائقة فحجزت مقعدها في قمة الشعراء، تقول لحبيبها :
من عن دروبك والأماكن أسأل
يامن له قلبي المعذب منزل
الليل يحملني إليك صبابة
والصبح نحوك نوره ﻻ يوصل
قدري على درب الحياة طريحة
في كل ثانية ببعدك أقتل
ﻻ زاد لي إﻻ السراب يحيطني
وأنا على رمل الفيافي أذبل
إن الموهبة الفذة استطاعت إدهاشنا بعذوبة الشعر وانسيابه بحيث يشعر السامع أن هذا النص أخرج دفعة واحدة أو خلق هكذا دون تدخل من الشاعرة .
2- من السمات المميزة لديوان أهازيج الغربة سيطرة العاطفة ، وﻻ يخفى على المتلقي تأثر الشاعرة بالمدرسة الرومانسية التي دعت إلى شعر الوجدان ، وحددت الشعر بأنه تعبير عن النفس ، لذلك نجد الشاعرة انهمكت في استخراج طاقتها العاطفية مما جعل شعرها مشحون بشحنات تشل حواس المتلقي وتجذبه إليها، وملامح المدرسة الرومانسية في ديوانها كثيرة بدءا من عنوان الديوان مرورا بعناوين القصائد انتهاء بتفاصيل ما في شعرها من عاطفة كالحب والحزن والشوق والألم ...الخ ، وفي حديثها عن الغربة اتفاق مع معظم الشعر الرومانسي
الذي ظل يحوم حولها، تقول :
كم دهتني الدنيا خطوبا وألقت
من أساها علي كيفا وكما
وتجرعت علقم العيش فيها
من ذويها وذقت بطشا وظلما
رغم ضعفي صبرت ما قلت أنثى
عن ثراها غريبة قلت قدما
إن الشاعرة تتحدث عن اغترابات ثلاث غربتها في دنيا يتنكر أهلها لها ويسومونها ظلما وبطشا، وغربة عن ثرى بلادها ، وغربة ثالثة ربما كانت أشد عليها هي غربة الأنوثة في عالم الصراع والبقاء للأقوى ...
3- عند الحديث عن الصورة الشعرية نجدها جاءت كالعصافير المغردة في بساتين ألفاظها الوارفة ، حرصت الشاعرة على أن تكون الصورة خريطة تكمل بها الحدث الشعري ، ترتبط به ارتباطا متماسكا على عادة الشعراء الكبار الذين يجعلون للصورة إطارا يمهدون به الأسماع لبيت القصيد أو لتلك الصورة المكثفة للحدث فﻻ يجد المتلقي أي تباين أو انفصال بين الصورة والسرد الممهد لها ، تقول :
لي ما أخبيه في قلبي بلا قلق
ولي غرامي الذي يبدو على ورقي
فابحث بقلبك عن أنثى تداعبه
وازرع قصائدك الأحلى على الطرق
حبيب عمري معي يحتاجني وأنا
أحتاجه وحده يصغي إلى نزقي
يطفي رياحي إذا هاجت وعاصفتي
وهو الملاذ الذي ينجي من الغرق
هكذا تسير بنا الشاعرة في تسلسل منطقي لعلاقتها بحبيبها ؛ فحين تهيج رياحها وعاصفتها لن يطفيها إﻻ الحبيب الذي تجده أيضا المﻻذ من طوفانها النفسي .
هناك صور شعرية باذخة الجمال في ديوان أهازيج الغربة ، تحاول فيها الشاعرة أن تمد حدود أنوثتها لتشمل كل شيء حول الرجل، منها قولها:
قل إنني الآن الجهات جميعها
فتحت ذراعيها لتحضن طائرك
لقد رسمت الشاعرة صورة كبرى للأنوثة إذ تهب الرجل سفوحها وتعطيه من ثمارها ما يشاء لأنها تزدهر بعطائها وبوجوده إنها تشبه الأرض تماما ، تقول:
تعال إلي واسبح في عيوني
وقل لي مثلما تشتاق كوني
بلا قسم تعال فأنت معنى
وجودي أنت فاكهة السنين
تضاريسي إلى كفيك تهفو
وتاريخي المسافر في المتون
تعال إلي في ثغري كؤوس
لذيذات وسكرها حنيني
وخذ ما شئت من ثمري ورفرف
على صدري لأولد من غصوني
إنها خﻻصة العﻻقة الحميمة بين المرأة والرجل ، من خﻻل عطاء المرأة الدائم والغزير يتحقق وجودها ، فكل البشر في الأرض هم غصون ولدت من شكرتها، لذلك اقترن ازدهارها بعطائها الﻻ محدود ...
هناك صور شعرية كثيرة في الديوان لمن يريد تتبع ذلك ، فالديوان غني بصورة المبتكرة وبتقنياته الساحرة ، وسيكون قبلة للدراسات الأكاديمية في كثير من جامعات العرب ، فمن حقها علينا أن ننصفها ونقدر موهبتها الشعرية الرفيعة ....
......
.
د. أبو فراس حسين بن نصر اليافعي
جامعة عدن
اليمن



أنت، Nasser Sanad، علي ال عبد و٧٥ شخصًا آخر

٣٢ تعليقًا


أعجبني

تعليق
مشاركة

الأحد، 7 يونيو 2020



خذْ ما تشاءُ

خذْ ما تشاءُ فدا هواكَ حياتي
حتى أحسّك فُحتَ من كلماتي

يا ملهمي وهجَ الكنايةِ أحرفًا
بك أغصنتْ فازداد حسنُ نباتي

ورِفَتْ ظلالي مذْ عرفتُكَ واستوى
ثمري وفاض الضوء من مشكاتي

مرآتيَ انكسرتْ وحينَ لثمتَني
عادتْ لديكَ صبيّةً مرآتي

واحترتُ حتى ضاقَ قلبي حيرةً
فلقيتُ في دنيا عيونِكَ ذاتي

عيناك خارطتي ووجهك وجهتي
أنّى اتجهت فأنت كل جهاتي

قالوا: مبالغةٌ، فقلت: قليلةٌ
إن قلتُ: أنت بلاغتي ولغاتي

حررتُ أجنحتي بحبك من أذى ال
أغلالِ طر بي عن مدى شرفاتي

والأبجدية في شفاهي أطلقت
ألحانها فاعزف على ناياتي

الشاعرة سميرة طويل

الاثنين، 8 يوليو 2019

النبيُّ الخاتَم

النبيُّ الخاتَم
.......

وقفتُ في بابِكَ الأسمى لأعترفا
بالذنبِ يامن إذا ما استغفروه عفا
وقفتُ قلبًا ذليلاً خاضعاً ولهُ
فيك الرجاءُ فكنْ عزاً لمن وقفا
فهل يضيرُكَ ربي أنني امرأةٌ
جاءتك يوما تعبُّ الشوقَ والشغفا
دموعُها ممطراتٌ وهيَ من خجلٍ
في بابِ عفوِكَ تُجْري قلبها وكفى
ياربّ ياربّ فافتحْ ثَمَّ نافذةً
إليك أنظرُ واقبل منيَ الأسفا
وانظر إلى قلبيَ الراجي رضاك ولا
تحرمْهُ عفوَك واغفرْ كلَّ ما سلفا
وافتحْ لقلبي طريقا نحوَ يثربَ في
قلبي من الشوقِ شوقا يُثقُِل الكتفا
مشارقُ النورِ فيها والظلامُ على
روحي يُخَيِّمُ فامنحني لأزدلفا
لا (ماتذكرتُ جيرانا بذي سَلَمٍ)
حتى بكيتُ٬ ذكرت المصطفى الأَِلفا
محمدٌ خيرُ خلقِ اللهِ كلِّهِمِ
ومَنْ ختمتَ به الأديانَ والصُّحفا
النورُ في الظُلَمِ السوداءِ والقمرُ ال
منيرُ والشمسُ تَهديني لأكتشفا
مَنْ علََّم الناسَ ما يشفي صدورَهُمُ
مِنَ الضَّلاِل وما يرجونَُه زُلَفا
أدعوك ياربّ فاحملني إليهِ على
شوقي لأروي بِِه في داخلي اللهفا
هذي مدينةُ طه كلما ذُكِرَتْ
على لسانيَ حباً زادني شرفا
هذا سلامُ فؤادي يا بنَ آمنةٍ
يا رحمةَ اللهِ للإنسان والضعفا
يا مولداً حرستْهُ مِنْ خُصُومتِهِ
عينٌ الإلهِ فما نالوا له طرفا
وأرضعتْهُ البوادي من حليمتِها
حِلماً وجبريلُ شقَّ الصدرَ وانصرفا
نما وغيمةُ ربي لا تفارِقُه
والشمسُ تسقطُ من أنوارِهِ كِسَفا
يا سيدي وحبيبي جئتُ قافيةً
مُسِنّةً وفماً مستجدياً أنِفًا
ضادي الضعيفةُ خجلى في مقامِكُمُ
علِّمْ حروفي بياناً لو يقولُ وفَى
يا حبُّ هل منبرٌ للمدحِ يُصْلِحُنا
يروي صداهُ فؤاداً جاءَ مُسْتلِفا
كأساً مِنَ الحبِّ مِنْ أنقى يدٍ فعسى
ألقى بها من جروحي الغائراتِ شِفا
لي في دمي نارُشوقٍ لا يُخفِّفُها
إلا محمدُ مَنْ بالجودِ قدْ عُرِفا
الريحُ أكرمُ منها في تدفُّقِهِ
والبحرُ بالكرمِ الأوفى قدِ اعترفا
محمدٌ وحدَهُ الأخلاقُ كاملةً
يمدُّ كأساً لقلبٍ في الضلوع هفا
قل للُجنوب التي بالصدر قد خفقت
حل الجمال بهذا القلب وازدلفا
فلا دروبي بها نجمٌ فأشرقها
ولا لمستُ نجاحاً لا ولا هدفا
بغيرِ نورِكَ أحلامي محطمةٌ
وكلُّ أماليَ الكبرى غدتْ خِسفا
يا رحمةَ الله للدنيا على قدرٍ
جاءتْ ولم تأتِ عن جهلٍ ولاصُدَفا
أنثى أنا يا رسولَ اللهِ لا لغةٌ
مثلَ الفحولِ ولا سيفٌ لأنتَصِفا
مِنْ ظلمِ عالمِنا الجبارِ يغرقُنا
ظلماً ويشبعُنا مِنْ بطشِهِ صلفا
أسمانيَ اللهُ في قرآنِهِ رَحِمًا
وأنت رحمتُهُ يا خيرَ مَنْ وُصِفا
َأَحبُّ شيءٍ إلى قلبي الصلاةُ على
خُطاكَ في الأرضِ لا زوراً كََلفا
فيا تُرى أنت تدري أنها امرأةٌ
تحكي إليك وقلبٌ مرهفٌ هتفا
فأنت من حرَّرَ الأنثى وكََّرمَها
وجئتَ تُهدي إليها العزَّ والشرفا
أنا سميرةُ شوقٍ هزني شغفٌ
لمسجدٍ قَْبرُكَ الأسنى به عُرِفا
وعطرُكَ النورُ فيهِ لم يزلْ عَِبقا
فامننْ عليها بما يبقى لها كَنًَفا
رحمتَ أعداءَكَ الأعداءَ مُقْتَدًِرا
فكنتَ في عفوِكَ المرجوِّ مُخَْتلِفا
وكنتَ للإخوةِ الطاغينَ يوسفَهمْ
قلتَ اذهبوا طلقاء٬ ًلم تكنْ جَلِفا
عطفتَ حتى على النوقِ التي هرعت
إليك تشكو مِنَ الإنسانِ ما اقترفا
مازلتَ توصيهِ أنْ يُعطي لِهِرَّتِهِ
مِنْ زادِهِ٬ مَنْ هنا مثلُ النبي عطفا؟
باللين تلوي على خصمٍ فتكسبُهُ
وبالمحبةِ تشفي جرحَ مَنْ نزفا
خيرٌ لأهلِكَ في حلٍّ وفي سفرٍ
يامن أدرتَ رحىً يوماً ومن خَصَفا
النخلُ حنَّ إلى لقياكَ فارتعشتْ
بالحبِّ حتى ضممتَ الجذعَ والسَّعفا
واخضوضرتْ دونكَ الصحراءُ معشبةً
وابْيَضَّ وجهُ الدجى مِنْ نورِكُمْ وصفا
قلبي أتاكَ وكلُّ القلبِ أمنيةُ
أنْ يرتوي منك يا حبي ويغترفا
يا خاتمَ الرُّْسلِ في الدنيا على يدِكُمْ
توحّدَ العالمُ الممتدُّ٬ ما اختلفا
عبدتَ ربَّكَ شكراً غيرَ مقترفٍ
ذنبا فطوبى٬ ومثلي للغوى اقترفا
صلى عليك صلاةً لا انتهاءَ لها
ربُّ الخلائقِ مَنْ زكَّاكَ واكتنفا
.
.

يا وقت رفقا

الوقت يغرس في الضلوع سيوفَهُ
ماذنب قلبٍ عاشقٍ لتخيفَهُ

من كل شاردة أصوغ مواجعي
من سوف يوقف للمحب نزيفَهُ

يا وقت رفقا بي فما لي حيلة
بك، إن لي عمرا أطلتَ خريفَهُ

حُمّلتُ حزنَ الخلقِ من شغفي بهم
والحزن ياوي في الفؤاد ضيوفَهُ

لم تبق لي لغةٌ تواسي مهجتي
والشعر يجري في الدموع حروفَهُ

عشت الحوادثَ جمةً وألفتُها
والآه يعصر في الكؤوس صنوفَهُ

لا وقت إلا للأسى يجتاحني
هل لي بعمرٍ مبهجٍ لأضيفَهُ
.
.
.

الخميس، 30 يوليو 2015

الاديبة الشاعرة سميرة طويل





لقاء مفتوح مع خنساء المهجر .. د. سميرة الطويل

العيون بريس/ عيسى حموتي:  استضافت جمعية المقهى الأدبي" لاميرابيل" عشية اليوم الشاعرة المغربية الوجدية المغتربة بالديار البلجيكية... ضاقت جنبات المقهى بالحضور النوعي، اذ تتبع اللقاء خيرة الأدباء والشعراء، كما شرف المقهى اليوم بحضور مغاربي من خلال كل من أحمد حمومي وضيفه، وسعيد هادف، كما حضر اللقاء أيضا أساتذة باحثون وأطباء جريا على العادة افتتح اللقاء بكلمة ترحيبية، من بين ما جاء فيها أن المقهى الأدبي فضاء للثقافة والأدب والفن يحترم أخلاقيات التواصل يكرس التعامل الاجتماعي الراقي بين الرواد والمرتادين و المقهويين، مرورا بجرد للتفاعل العملي مع المحيط من خلال ما حققه من تبادل ثقافي بين مختلف أقطار المغرب العربي بل العربي والعالمي، وانتهاء بترحيب خُصت به ضيفة اللقاء الشاعرة الدكتورة سميرة الطويل استمع الحاضرون بعد ذلك لشهادة الإذاعي المسرحي ع. الحميد لحسيني، الذي عرفها زميلة له، كمذيعة بالإذاعة الجهوية بوجدة في برنامج رياضي أولا، ثم في برنامج "الأسبوعية الناطقة" الذي يعنى بمجريات الأسبوع في مختلف الأنشطة الثقافية والاجتماعية ...

ثم إلى جانب المرحوم بنعمارة في برنامج يهتم بالشعر، حيث اكتشف زملاؤها آنذاك موهبتها الشعرية وتنبأوا لها بمستقبل زاهر... كما أعطيت الكلمة للحضور في إثراء اللقاء سواء بتعليقات او مداخلات أو أسئلة ، الشيء الذي أتاح لهم التعرف أكثر على الجوانب المختلفة للشاعرة سميرة الطويل، فهي الطفلة المجدة المقبلة على الكتاب بشغف منذ نعومة أظافرها تحت إشراف والدتها ..هي المذيعة والصحافية كتبت على أعمدة الصحافة المحلية...علاقتها بالشعر أخذت تتجسد تدريجيا خاصة في علاقتها العملية بالشاعر المرحوم محمد بن عمارة ...تابعت دراستها بالخارج أحرزت شواهد عالية في علوم التربية وفي ما يرتبط بالتقاليد والأعراف ...فاعلة جمعوية في المجال الثقافي ، ترأس رابطة كاتبات المغرب في العالم في ما يتعلق بإبداعها الشعري، لم تدخل غماره إلا بعد أن تعلمت أسرار الإيقاع وتقنيات الصياغة على يد أساتذة متخصصين لمدة سنتين ، أغلب شعرها عمودي أصيل، يعانق القضايا الوجدانية والإنسانية كما يحدث في الساحة العربية ، تعتمد اللغة العربية في التعبير عن الوجدان، وحينما يتعلق الأمر بإيصال الفكرة والإحساس للإنسان الغربي تعتمد اللغة الفرنسية تخللت الحوار قراءات للشاعرة شنفت أسماع الحاضرين ...


كما ساهم الفنان اليزيد خرباش في إضفاء لمسات موسيقية على الأمسية وجمعية المقهى الأدبي إذ تعيش هذه الأمسية الرائعة تجزل شكرها للشاعرة سميرة الطويل التي لبت الدعوة ولكل الرواد الذين حضروا هذا اللقاء، ولكل من تجشموا عناء السفر ولأشقائنا الجزائريين .

الأحد، 17 أغسطس 2014


إِنِّي لأَعْجَبُ مِنْ أتـــــــــــــــــونِكِ فِي الْهَوَى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

هَــل إِنَّ فِـكـرَك مـن يـراعِك يَـنْعَمُ
أَم إِنَّ نَـثـرَكِ فــي نَـظـيمِكِ مُـغرَمُ

كَــم مَــرَّةٍ لـحَّـنْتِ شِـعـرَكِ نـغـمَةً
وَالـلَـيـلُ أَنـصَـتَ مُـصـغياً يَـتَـبسَّمُ

حــرف عَـلـى حــرفٍ وَتـيهٌ مـغدق
وَلَـــكِ الـكَـرامـة وَالـمـقام الأَنـعَـمُ

يـا جارة الوادي وَفي الوادي هَوى
يَـمـضـي إِلَــيـكِ دواؤُهُ وَالـبـلـسمُ

وَلأنـت بنتُ الشَمس ينضبُ دونها
أَعـمى الـبَصيرة وَالضَعيف الأجهمُ

إِنِّي لأَعْجَبُ مِنْ أتونِكِ فِي الْهَوَى
إِن كــانَ بَـرْدونـيُّ جـمْركِ يـرحَمُ ؟

لا تَــردمـي الأَوتـــارَ مـــن قـيـثارةٍ
نَـغَـمـاتُها فـــي الـشِـعرِ لا تَـتَـرَدَّمُ


سميرة طويـــــلـــــــــــــــــــــــــ

الأحد، 27 أبريل 2014

هذي الجزيرةُ إنْ نسيتُم أمرَها

هذي الجزيرةُ إنْ نسيتُم أمرَها
 الأديبة د. سميرة طويل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لا تعجبوا من بحر نظمي لُجَّــةً
كتبتْهُ أندلســــــــــــيةٌ لـــرِثاءِ

ما الشعر إلا من هيامي مَدمَـعٌ
لُهُ عَوْلَةٌ مكشوفـــــــةُ الأصـداءِ

غرناطةٌ أرِجَ الســــفينُ بأهلــنا
من عُقــر إفريقــــية الســمراءِ

بحرٌ أساطيل الخيال شــطوطُهُ
واليـــــأس في الإزبـادِ والإِرغاءِ

ورمادنا في صخرة مــــــرفوعة
يا ليت أجنحة الصــــقور جوائي

َ وجه لأندلسيَّة لـــــــــونتُــــه
كـــــــل الرجاء بأن يكون لوائي

هذي الجزيرةُ إنْ نسيتُم أمرَها
ستظل تمطرها الحنين سمائي

انظر رويدَك كم ترى من لُــجَّةٍ
فيها يلوحُ تجــــــــــدّب الأنواءِ

د.سميرة طويل
ــــــــــــــــــ

السبت، 19 أبريل 2014

عِــــــــــتْقُ الهــــــــــوى

عِــــــــــتْقُ الهــــــــــوى
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلْ للعشيق الذي طالَ النـواح به

في صرّةٍ مِن هــمومِ البعد وَهّاجِ

كَأَنَّ ريقَتَها عتْق الهــوى اِغتَبَقَت

طيـــــب الأزاهير مَمزوجاً بِأَثلاجِ

كَأَنَّ صَوتَ شداها وَالحنــين بِهِ

تَغريد مُغتَرِبٍ جذلانَ لَجــــــلاجِ

جميلة الوجه لا حولٌ ولا نـمِش

رطيبة الخـــدّ لعْساً ذاتُ إيحاجِ

تُسْلِي سهاد خليل من مشاكلهِ

ومن قنوط ومن يأس ومن حـاج

وحبذا ليلةٌ لَمَّ الحــــــــبيبُ بها

وَالشّّْوْق في حدَّة مِـــنهُ وَإبهاجِ

د. سميرة طويل / بلجيكا
ــــــــــــــــــــــــــــــ